جسد

يعود "جسد" في دورته الثالثة، آخذًا في النمو، ماضيًا نحو الأمل. مهرجان دلالي يحتفي بالمبدعات في عالم المسرح؛ لحظات فريدة تُمحى فيها الحدود لتفسح المجال للقاءٍ بين الثقافات، بعيدًا عن الحساسيات والاختلافات. لقاءٌ ما كان ليتحقق لولا وفاء شركائنا، والتزام الفنانات المشاركات، وثقة الجمهور الوفي. لهم ولهنّ كل الامتنان والتقدير.

في هذه السنة أيضًا سنحتفي بـ"جسد"، سنحرر الكلمة، نعتني بالحوار، ضد الصمت والخوف. سلاحنا الخيال والإبداع، وإيماننا أن الفنون قادرة على تغيير المجتمعات وفتح الآفاق الجديدة.

نعم كاد الخوف أن يدمرنا، فقد كانت السنة قاسية، فقدنا فيها فنانات وفنانين، ضحايا الحرائق. نحن هنا لنبقى متواصلين مع كل هؤلاء المحاصرين والمحصورات، لنضمن أن تظل الذكرى حية، وأن لا ينطفئ الحلم الكبير. نصرّ، بالمملكة المغربية الشريفة، على مواجهة الألم، وألا نجعل من المسرح وسيلة لمحو الذكرى، بل حفر الجمال من أجل عالم أكثر عدلاً وإنسانية.

دورة هذه السنة تحتفي بنساء كرّسن حياتهن للدفاع عن الفن، كاتبات ومخرجات مسرحيات، منهن من أمضين خمسين سنة على الركح، هذه الخشبة التي تسحرنا، حيث تلتقي الأرواح لا الأجساد، الكلمات والأضواء. إنه انتصار على الزمن، على النسيان، وعلى التهميش. إنه إعلان واضح أن الفن كاسر للحدود، يجمع لا يفرق، ملك لجميع الناس.

لنجعل من "جسد" هذا العام احتفالًا بالحلم المشترك، للشجاعة، للدعوة إلى تحرير أجسادنا وأرواحنا، للبناء معًا، من أجل مستقبل تصبح فيه جماليات الفن لغة مشتركة للسلام لا للعنف..

نعيمة زيطان
لجنة مهرجان جسد 2025